مركز عناية يفتح نقاشا صريحا وعميقا في ملف الصحراء المغربية

إزوران

خطى الأساتذة الباحثون المشاركون اليوم في ندوة :”الرهانات الجيوسياسية لقضية الصحراء المغربية” كل اللازمات الهامشية والبوباجندا الهشة، وواجهوا واقع الديبلوماسية المغربية بغير قليل من الجرأة.

وخلال الندوة الهامة التي نظمها مركز عناية بتنسيق وشراكة مع مركز أطلس أبى الخبراء المتدخلون عن روح عالية من التحليل والتأويل لمعطيات ووقائع سياسية خاصة بقضية وحدتنا الترابية، معتبرين قضية الصحراء قضية ماكروسياسية، يتماهى فيها الاقليمي بالكوني،الاقتصادي بالسياسي، التاريخي بالجغرافي،المخفي بالعلني، قضية حربائية المصالح الدولية، وتجاذبات الرهانات الجيواستراتيحية، وفق مسلمة”لا وجود لصديق دائم ولا عدو دائم، هناك مصلحة دائمة” قضية متفاوثة الايقاعات والسرعات، سرعة المغرب في الداخل من حيث تفعيل الأوراش وتنفيد الالتزامات، وتأكيده على جدية المقترح، وسرعة الديبولوماسية الرسمية والموازية في خلق الاعتقاد على إقلاق الآخر ، والمساس بمصالحه الكبرى، وزعزعة اعتقاداته، على قدرة المغرب على فهم جغرافية المصالح؟ وترتيب الالتزامات وفق انهجاسات المنتظم الدولي وتخوفاته، والابتعاد عن ثقافة التجييش الإعلامي الذي يقتل التحليل ويعطل المعالجات الرصينة، ويئد القراءات المضادة، ويحجب انعطافات العلاقات الدولية وتشابك المصالح، مباراة من عدة اشواط، نزال يتطلب نفسا طويلا، ونضجا في التأويل، وقدرة تفاوضية مستجيبة لتموجات لحظات النقاش، ومتفاعلة مع كل التطورات، قضية تقتضي تبني اسلوب المناورة في التعامل مع ترتيب الالتزامات الدولية واللعب على وثر الارهاب كتحد دولي عابر للقارات، وربط السلم الدولي بسلم المنطقة المغاربية، وضع أشبه بذلك الذي شهده مخزن القرن التاسع عشر حينما وجد نفسه مطوقا بشبكة مصالح كولونيالية، حينما جنب البلاد استعمارا مبكرا، ومحاولة الابتعاد عن سياسة الانفعال وديبلوماسية ردود الأفعال، وعن احتكار الملف من طرف جهات معينة، وتقوية جبهة المجتمع المدني في رسم معالم سياسة ديبلوماسية وازنة.


ففي حين قارب الدكتور محمد الغالي أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش الروافد العامة لفهم واقع التعاطي مع ملف الصحراء المغربية وسبل تحريرها من الأخطاء والمتاهات، استطاع الدكتور ادريس لكريني استاذ العلاقات الدولية والحياة السياسية أن يضع السياقات والمحددات الكبرى والخلفيات الاستراتيجية للحكم الذاتي مع ما يستدعيه الراهن الديبلوماسي من يقظة في اطار ما يسمى بالديبلرماسية الموازية.

وجاءت كلمة الاستاذ علال البصراوي المحامي الحقوقي ورئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة بني ملال خنيفرة معززة للمداخلات السابقة في جزئها الخاص بملف حقوق الانسان في الصحراء المغربية، ساردا ومحللا وضعيات حقوق الانسان في أقاليمنا الصحراوية وسبل تكريس تفاعلنا مع المنظومة الكونية وتنزيل الدستور في الباب.
وكانت مداخلة الاستاذ محمد بودن رئيس مركز اطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية حول:”قضية الصحراء المغربية بين أسئلة المرحلة والاستقطابات الدولية” مفصبية، بحكم وقوفها على الراهنية بما هي أزمة تحت مجهر التدبير ومقابلتها بما يوائم الابعاد الجيوسياسية والاستراتيجية لقضية معقدة، تحتاج لتدبير عقلاني ومترصد.


وأنهى المتدخلون عروضهم بورقة الاستاذ جمال الدين الريان رئيس حركة المغاربة الديمقراطيين المقيمين بالخارج، الذي وضع صورا ومشاهد لسلوكات بعض ممثلي مجتماتنا المدنية بالخارج، وانعدام أفق مفتوح لتأهيلها، داعيا إلى ايجاد صيغ بديلة لامكين الجالية من لعب ادوار استراتيجية، باتجاه تأطير كفاءاتها من اجل تغيير ممارسات لا تخدم القضية المصيرية للصحراء المغربية.

وعرف اللقاء العلمي الهام الذي أداره العبد لله مشاركة الحاضرين الذين مثلوا كل الاطياف المجتمعية، مهتمين وباحثين اكاديميين وطلبة وعموم المواطنين والمواطنات، في نقاش مفتوح تفاعل مع فقراته المشاركون في أجواء ديمقراطية وشفافة.

الكتابة العامة لمركز عناية

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد