بقلم : الحسين فتيح
جمعية أطلس بإيطاليا
في بقاع العالم، حيث ينبض قلب المغرب في قلوب أبنائه، تُقام كل سنة أنشطة ثقافية ووطنية رائعة: احتفالات بذكرى المسيرة الخضراء، وفعاليات بمناسبة عيد الاستقلال، ومعارض فنية تعرف بجمال المغرب وتاريخه العريق.
وراء كل تلك المبادرات تقف جمعيات مغربية بالخارج، تعمل بجهود ذاتية، وبحب كبير للوطن، وبدعم محدود جدًا — إن لم نقل منعدمًا — من المؤسسات الرسمية.
هؤلاء المغاربة لا يطلبون الكثير، بل يسعون فقط إلى الاعتراف بمجهودهم ودعم مبادراتهم التي تصنع صدى ثقافيًا حقيقيًا للمغرب خارج حدوده. ومع ذلك، تبقى رسائلهم ومراسلاتهم إلى الوزارة حبيسة الأدراج، وكأن الوطن في الخارج لا يُسمع صوته.
إن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو:
أليس من الأجدر أن يُخصص جزء يسير من ميزانية المهرجانات الضخمة — كموازين مثلًا — لدعم هذه الجمعيات؟
جزء بسيط من تلك الميزانيات كفيل بإعطاء دفعة قوية لأنشطة تُعبّر بصدق عن روح المغرب، بعيدًا عن البهرجة، وعن الحفلات العابرة.
دعم هذه الجمعيات ليس رفاهية، بل هو استثمار وطني في الدبلوماسية الثقافية.
فكل نشاط يقام بالخارج هو نافذة يطل منها العالم على المغرب — بتاريخه، وفنه، وقيمه الإنسانية.
ولذلك، فإن إعادة توزيع الدعم الثقافي بشكل أكثر عدالة، بين الداخل والخارج، هو خطوة ضرورية نحو عدالة ثقافية شاملة تعكس تنوع المغرب وامتداده الحضاري والإنساني.
لقد آن الأوان لأن يُعاد النظر في طريقة دعم المشاريع الثقافية، وأن يُفتح الباب أمام الجمعيات المغربية بالخارج لتكون شريكًا فاعلًا في رسم السياسة الثقافية الوطنية، لا مجرد متفرج ينتظر الدعم دون جواب.
