سوريا: فرص جديدة للصحافة بعد سقوط نظام الأسد

قاد أنطوني بيلانجي، الامين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، هذا الاسبوع مهمة تقصي حقائق إلى سوريا لدعم جهود المنظمات النقابية الاعضاء في سوريا – اتحاد الصحفيين السوريين ورابطة الصحفيين السوريين- اللذين يعملان معا لبناء قطاع الصحافة بعد سقوط نظام بشار الاسد في كانون أول 2024. ورافقه في الزيارة منير زعرور، مدير البرامج والسياسات في العالم العربي والشرق الأوسط.

 

واستهل الوفد مهمته يوم 15 أيلول/سبتمبر بزيارة إلى سجن “صيدنايا” في دمشق، تقديرا لذكرى عشرات الصحفيين الذين قتلوا أو فقدت آثارهم في هذا السجن وفي السجون ومراكز التوقيف في سوريا. حيث جال الوفد في السجن بأجواء من الحزن والمهابة لذكرى الضحايا وتضامنا مع عائلاتهم.

 

وقد شملت زيارة الوفد سلسلة من اللقاءات والفعاليات شملت لقاءات منفردة مع قيادات اتحاد الصحفيين السوريين قادها براء عثمان، امين العلاقات الخارجية والشؤون الادارية في الاتحاد. ورابطة الصحفيين السوريين والتي قادها عماد الطواشي، نائب رئيس الرابطة، وتضمنت اللقاءات بحث في التعاون المستقبلي المشترك.

 

كما شارك الاتحاد الدولي للصحفيين في لقاء ضم قيادات فروع اتحاد الصحفيين السوريين من عدد من المحافظات منها درعا، واللاذقية، وحمص، ودمشق، وحلب، حيث تركز الفروع حاليا على تنظيم الصحفيين وتحديث قوائم العضوية في مختلف المحافظات. كما التقى وفد رابطة الصحفيين في مقر المجلس السوري الأمريكي.

 

وشارك الاتحاد الدولي للصحفيين يوم 16 أيلول/سبتمبر في لقاء نظمه اعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين مع ممثلي ما يزيد على عشرين مؤسسة اعلامية (مواقع اخبارية واذاعات خاصة) من مختلف المناطق في سوريا. وركز اللقاء على استعراض الصعوبات الحالية التي تواجه عمل المؤسسات الاعلامية في سوريا. وفي يوم 17 أيلول/سبتمبر التقى الوفد مع ما يزيد على 50 صحفية وصحفي في “نادي الصحفيين” الذي يديره اتحاد الصحفيين السوريين لمناقشة دور المنظمات النقابية في الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين.

 

واختتم الوفد زيارته يوم 18 أيلول/سبتمبر بتنظيم لقاء عقد في مركز التدريب التابع لاتحاد اذاعات الدول العربية في دمشق شارك فيه قيادات المنظمات النقابية وصحفيين لنقاش مستقبل مهنة الصحافة في سوريا.

 

واكد أنطوني بيلانجي، امين عام الاتحاد الدولي للصحفيين، في كلمته في افتتاح اللقاء على مسؤولية الصحفيين في سوريا قائلا: “تقع عليكم كصحفيين سوريين مسؤولية كبيرة وهي بناء مستقبل المهنة وكتابة تاريخها. ومثل جميع البلدان الأخرى التي شهدت تحولات مماثلة، ستواجهون عقبات، وضغوط، ومقاومة. ولكن شجاعتكم وتصميمكم تؤكد أنكم قادرون على مواجهة هذه التحديات. سيقف الاتحاد الدولي للصحفيين إلى جانبكم، ليس فقط لدعم خططكم المستقبلية، وإنما أيضا للدفاع عن حقوقكم، ومساندة استقلاليتكم، والتأكد انه سيتم سماع أصواتكم. وسنعمل معا من اجل صحافة حرة، ومهنية وذات مصداقية، تخدم الشعب السوري وتعلي الحقيقة.

 

وقال براء عثمان، امين العلاقات الخارجية والشؤون الادارية، في اتحاد الصحفيين السوريين: “هذه مرحلة تاريخية لنا كصحفيين، وما نقوم به من عمل ليس امتيازا وانما واجب تجاه مهنتنا. لقد دفع الصحفيون السوريون ثمنا كبيرا لحريتهم. وإن تعاوننا المستقبلي مع الاتحاد الدولي للصحفيين سيكون مهما لمستقبل الصحافة في سوريا.”

 

ومن جهته، قال عماد الطواشي، نائب رئيس رابطة الصحفيين السوريين: “لدينا عمل كبير جدا وليس لدينا خيارا إلا توحيد جهودنا. وإننا نخرج الان من مرحلة كان يسيطر عليها الكذب، حتى اننا كنا نقول ان النشرة الجوية كانت كاذبة. ونحن نعتمد على الاتحاد الدولي للصحفيين وخبراته في نجاح مهمتنا.”

 

وقد جرى الاتفاق في هذا الاجتماع على تشكيل لجنة يقودها اتحاد الصحفيين السوريين ورابطة الصحفيين السوريين وتشمل ممثلين عن المؤسسات الاعلامية الخاصة والمملوكة للدولة وقانونيين، تقوم على صياغة مقترح اجندة اصلاح قطاع الاعلام في سوريا. وسيقدم الاتحاد الدولي للصحفيين دعما تقنيا وتنظيميا لعمل اللجنة. حيث من المتوقع ان تقدم اللجنة تقريرها وتوصياتها أمام مؤتمر يشمل الفاعلين في قطاع الاعلام في شهر كانون أول/ديسمبر من السنة الجارية.

 

من جهة أخرى، وفي لقاء لاحق ذات اليوم مع معاون وزير الاعلام في سوريا، عبادة كوجان، تعهد بالتعاون مع المنظمات النقابية اعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين في سوريا ودعمها، دون ضغط أو محاولة التدخل بعملهما، والنأي عن الممارسات الحكومية السابقة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد