بقلم : سعيد حبيبي
منذ عقود ظلت كرة القدم المغربية في قلب النقاش الرياضي داخل الوطن و خارجه لما تحمله من طموحات جماهيرية و ابعاد اقتصادية و ارتباط وثيق بالهوية الوطنية، لكن الملاحظة البارزة في السنوات الأخيرة هي التباين بين اللاعب المغربي المحترف في الخارج و نظيره الممارس في البطولة الوطنية، سواء من حيث التكوين او البنية التحتية او مستوى المنافسة ا حتى آفاق المستقبل.
1_المحترف دوليا: قيمة مضافة للمنتخب الوطني، فاللاعب المغربي المحترف في أوروبا او الخليج يستفيد من:_بنيات تحتية متطورة (ملاعب، مراكز تكوين، و أجهزة طبية حديثة.
_إيقاع تنافسي قوي:خوض مباريات في دوريات عالية المستوى يجعل اللاعب أكثر نضجا و خبرة.
_الاحترافية في التسيير : انضباط، عقلية احترافية، و تكوين مستمر على جميع المستويات (التقني، البدني، الذهني) هذا ما جعل اسماء مثل حكيم زياش، ياسين بونو، عزالدين اوناحي و غيرهم ركيزة اساسية في نتائج المنتخب الوطني، بل واجهة مشرفة لكرة القدم المغربية عالميا.
2_اللاعب المحلي:معاناة رغم الإمكانيات.
في المقابل اللاعب الممارس في البطولة الوطنية يعيش واقعا مختلفا.
ضعف البنيات التحتية رغم بعض الاستثمارات الأخيرة، الا ان عددا من الملاعب إلى الجودة العالمية.
_غياب الاستقرار الإداري و المالي:مشاكل التسيير داخل الأندية و تأخر صرف المستحقات يوثران على عطاء اللاعب.
_إيقاع تنافسي اقل: البطولة المغربية لا اصل إلى مستوى الدوريات الأوروبية من حيث القوة و السرعة مما يضعف فرص بروز اللاعبين محليا على المستوى الدولي.
3_الفجوة بين المحلي و المحترف :
الإختلاف بين الطرفين يجعل المدربين خصوصا في المنتخب يعتمدون على اللاعبين المحترفين بالخارج مع استدعاء محدود َن البطولة المحلية، ورغم بعض الاستثناءات لبعض اللاعبين المحليين، فان هذا الحضور يبقى ضعيفا مقارنة بما ينتجه التكوين الخارجي.
4_الافاق المستقبلية :كيف تردم الهوية؟ لتحقيق توازن و تكامل بين المحترف الخارجي و اللاعب المحلي لا بد من:1
_إصلاح منظومة التكوين بالاستثمار في مراكز تكوين حديثة، بتاطير تقني و علمي يواكب المعايير العالمية.
2 الإحتراف الحقيقي:إلزام الاندية بالشفافية المالية و تحسين ظروف الممارسة من حيث الأجور و التأمينات.
3_تسويق البطولة الوطنية :رفع قيمتها التنافسية و الإعلامية لجذب الاستثمارات و الجماهير.
4_دمج الخبرات:الاستفادة من تجارب المحترفين بالخارج عبر برامج لتاطير اللاعبين الناشئين داخل المغرب.
5_التوازن في المنتخب المغربي : إتاحة الفرصة للاعبين المحليين المتالقين لابراز مواهبهن و مؤهلاتهم إلى جانب المحترفين.
و اخيرا يمكن أن نخلص إلى أن الكرة المغربية تقف اليوم عند مفترق الطرق : اما ان تظل رهينة بالمخترفين في الخارج، أو أن نبني بطولة وطنية قوية قادرة على إنجاب لاعبين محليين ينافسون اقرانهم في أوروبا، إذ ان التحدي يكمن في ردم الهوة بين المحلي و المحترف لأن قوة اي منتخب و ازدهار كرة بلد ما لا يقاس فقط بما يقدمه المحترفون، بل بمدى قاعدته المحلية و استدامة إنتاجها للمواهب.
